الشاعر "محمد السيد محمد علي" كتب عن علاقته بصديقه الفنان الجميل الراحل "حسين الشربيني" وقال إن قبل وفاته بـ 5 سنين كان خارج من المسجد بعد ما صلي العشاء فـ رجليه إتشنكلت ووقع على الأرض وأصيب بـ كسر مضاعف تطلب إجراء عملية جراحية بقي من نتائجها إصابته بإلتهاب حاد فى أعصاب الساقين، وفشلت جلسات العلاج الطبيعي والأدوية فى علاجه!..
بقي "حسين" بيواجه صعوبة فى الحركة عموماً وبشكل خاص فى الخروج من البيت، والمشي.. كان طبيعي إنه يصاب بإكتئاب حاد.. الشاعر "محمد السيد"، وصديقهم الثالث الشاعر "عمر الجبيلي" كانوا بيزوروه تقريباً كل يوم عشان يدردشوا معاه ويخرجوه من حالته..
الحال ده استمر سنين لحد نصف رمضان فى سنة منهم قبل آذان المغرب بـ ساعة اتصل "حسين" بـ "محمد" وطلب منه إنه يجيله عشان يفطروا سوا بس "محمد" إعتذر لإنه كان عازم بنته وجوزها يفطروا عنده، ووعده إنه هيعدي عليه لما ينزلوا.. "حسين" رد وقال وهو بيضحك: (طيب بلاش تتأخر).. بعدها بنص ساعة جت مكالمة من زوجة "حسين" لـ "محمد" بتقول له: (إلحقني ياأستاذ محمد.. حسين مات)..
وقعت السماعة من إيد "محمد" وجري على البيت وهو منهار من البُكا والحزن على صديقه، ولقي زوجته وبناته منهارين وبيبكوا، وكان عنده إحساس إن ده كابوس وإن "حسين" هيصحي وهو بيضحك ويقول: (مش قلت لكم ماتتأخروش)..
"حسين الشربينى" ليه أعمال سينمائية وتليفزيونية ومسرحية تتعدى الــ 400 عمل لكن أشهرها وأبرزها واللى الكل فاكرها: "جرى الوحوش"، و"الأفوكاتو"، و"الهلفوت"، و"الذئاب"، و"الهاربة إلى الجحيم"، و"أبو كرتونة" وغيرهم..
عمرنا ما سمعنا ولا قرينا عن مشكلة حصلت وكان طرفها "حسين"!.. بشهادة كل القريبين منه كان راجل محترم وطيب وفى قمة التصالح مع نفسه ومع فنه برضه اللي اختار له طريق ولون عمره ما خدش من خلاله حياء أى حد بيتفرج عليه..
كان عنده بنتين هما "نهى" و"سهى".. من فترة قريبة كشفت "نهى" عن وصية سابها والدها ليها بخط إيده ومكتوب فيها: (ابنتى العزيزة نهى، تمنياتى لك بالسعادة والنجاح دائما، وأن تكوني الأولى دائما في المدرسة، وفي البيت وفى العمل لما تكبرى إن شاء الله، وأشوفك عروسة جميلة متعلمة ومثقفة، وأهم حاجة فى الدنيا كلها الأخلاق، فهى أغلى من العلم وأجمل من الجمال، وربنا يوفقك في دراستك وفي حياتك)..
رحم الله الفنان الراحل الجميل "حسين الشربيني" بقدر ما أسعدنا بأعماله اللي هتفضل فى الذاكرة هي وكل بسمة كان سبب فيها.
تعليقات
إرسال تعليق