قصة مقتل الطفل على يد والدته بالجلزون
"هذه التفاصيل رواها شقيقها وسمح بنشرها"
والدة الطفل تتمتع بحياة ناجحة جداً، حاملة لشهادة الماجستير في اللغة العربية، ترعرعت في بيئة عائلية خلوقة ومميزة، تعمل معلمة، محبة للحياة، حنونة، طيبة، راقية جداً، ملتزمة أخلافياً، متزوجة منذ ١١ عاماً، ولديها ثلاثة أطفال، رابعهم ورد الذي قُتل على يدها دون وعيها فجر اليوم..
خال الرضيع يقول لي: جاءتنا شقيقتي أمس وهي تقود مركبتها بشكل طبيعي، والدتي شاهدت عليها بعض التصرفات الغريبة، استشرت طبيبة نفسية عن حالتها وجاءت لمعاينتها، شقيقتي لم تحتمل المكوث مع الطبيبة النفسية، ثم اتصل بنا زوجها وطلب احضارها الى منزلها وكان ينتظرهم شيخ ليقرأ عليها القرآن وعلى الرضيع، ذهبْت إلى بيتها تقود مركبتها، -يقال بأن سحر قلب نظام حياتها- ثم عادت إلينا، أرضعت طفلها وداعبته كما العادة، ثم حملتُ طفلها وداعبته..
جلست شقيقتي معنا، لاحظت عليها تغيّر وتقلّب مزاجها، بدأت أقرأ عليها القرآن بصوت مرتفع، وهي تتمتم كلمات لم أفهمها، كنت أخفض صوتي لأفهم ما تقول، ولكن عبثاً.. أرضعت طفلها وقالت أنها ستذهب للنوم.
كنتُ اتفقدها بين الحين والآخر، وهي تقول لي أنها بخير ولكنها لا تجيد النوم، بعد آخر مرة تفقدتها بربع ساعة تفاجأت بأمي تصرخ وتمسك بيد شقيقتي وهي تحمل السكين المليء بالدم.. هرعت الى الطفل فوجدته ملقى على سجادة الغرفة مدرج بدمائه، حملته وأسرعت الى مستوصف الجلزون، الطبيب أكد وفاة الطفل ورد!
شقيقتي كانت تمسك بالسكين وتبتسم.. كانت مغيّبة عن الواقع تماماً.. جاءت المباحث، التقوا بها، كانت تتحدث إليهم وتقول لهم "أنا خلّصت البشرية من شيطان"!!
في بحث عن ماهية الحالة التي جرت، تقول مسؤولة الطب العلاج النفسي في وزارة الصحة الدكتورة سماح جبر، إن اكتئاب ما بعد الولادة فظيع جداً، يسيطر على عقل الأم بعزلها عن الواقع، وتصبح تعيش أوهاماً قاتلة، تودي بها الى قتل طفلها برسم أوهام عنه وكأنه خطر، ثم قد تقتل نفسها أو شخص آخر.. وهذا نسبته 27٪ في فلسطين، ويجب تداركه بالعلاج المتواصل والاهتمام.
استاءت عائلة الفتاة من انتهاك خصوصية طفل رضيع بهذا الحال، ونشر صورته بلا رحمة، فوالدته بعد أن تعود الى وعيها وتشاهد ما حلّ بها، كيف سيكون حالها!!! هذا الأمر غير الأخلاقي، سيكون وبالاً إضافياً علينا، عدا عن حالة التخبط والتنظير التي يعممها الناس على حالة لا يعرفون حقيقة حالها!! كفى إطلاق أحكام مقيتة قاتلة!
تعليقات
إرسال تعليق