برع بوبي فيشر في واحدة من الرياضات المتميزة والتي لا تعتمد على القوة أو
العضلات ولكن تعتمد على أشياء أخرى، لا تقل أهمية وهي العقل، ومرونة
التفكير والذكاء، والدقة والتركيز في كل خطوة يخطوها اللاعب، اللعبة هنا
التي نتكلم عنها هي " الشطرنج" هذه الرياضة التي تتسم بالرقي، وكان فيشر
واحداً من اشهر أبطالها.
وعلى الرغم من المشاكل التي تعرض لها فيشر على مدار حياته نتيجة هجومه
الدائم على الولايات المتحدة وانتقاده لها، إلا أنه حقق العديد من
الإنجازات في لعبة الشطرنج والتي تألق بها منذ الصغر محققاً الفوز في
العديد من البطولات، وهو الأمر الذي جعل البعض يطلق عليه لقب " موتسارت
الشطرنج".
النشأة
اسمه روبرت جيمس فيشر الشهير بوبي فيشر، ولد في بروكلين بالولايات المتحدة
الأمريكية في التاسع من مارس 1943م، كانت بداية تعلمه للشطرنج على يد
شقيقته والتي كانت بمثابة المعلم الأول له في هذه اللعبة، وقد التحق فيشر
بأحد نوادي الشطرنج في مدينته والتي أظهر بها تفوقاً ملحوظاً، وما أن وصل
إلى سن الخامسة عشر حتى أصبح أصغر بطل للشطرنج في الولايات المتحدة
الأمريكية، بعد تحقيقه الفوز في بطولة أمريكا للناشئين 1958م، وهو الإنجاز
الذي تمكن من انتزاعه الطفل هيكاريو ناكامورا عام 2003م، كما أصبح بعد ذلك
أصغر أستاذ دولي كبير في اللعبة، إلى أن قامت الطفلة المجرية جوديت بولغار
بانتزاع اللقب منه في عام 1991م.
سجله الرياضي
بدأ فيشر يقتحم عالم الشطرنج بقوة فحقق العديد من الإنجازات، في عام 1959م
اشترك في تصفيات بطولة العالم والذي حقق فيه الكثير من النتائج المبهرة،
وفي عام 1962م اشترك في تصفيات بطولة العالم وحصل فيها على المركز الرابع،
وفي عام 1965م رفض فيشر المشاركة في بطولة العالم احتجاجاً على الأوضاع
الأمريكية.
وفي عام 1969 نجح فيشر في الفوز على أبطال الإتحاد السوفيتي الثلاثة في
الشطرنج، هذا بالإضافة لفوزه على بطل العالم السابق تيجران بتروسيان الأمر
الذي أهله ليصبح في مواجهة مع بطل العالم بوريس سباسكي، وقد جرت هذه
المباراة في عام 1972م بأيسلندا هذه المباراة التي ترقبها العالم بمنتهى
الشغف، نظراً لوقوعها أثناء الحرب الباردة بين كل من أمريكا والإتحاد
السوفيتي، وتمكن فيشر بالفوز في هذه المباراة وأصبح أول أمريكي يفوز ببطولة
العالم للشطرنج.
في عام 1975م قرر فيشر الاعتزال في نفس الوقت الذي تأهل فيه اللاعب الروسي
أناتولي كاربوف لملاقاة فيشر في إحدى المباريات وهو الأمر الذي أعتبره
الكثيرين نوع من الخوف من جانب فيشر لمواجهة كاربوف، وبعد قراره بإعلان
الاعتزال عاد فيشر مرة أخرى ليلتقي ببوريس سباسكي في يوغسلافيا – والتي
كانت خاضعة في هذا الوقت للعقوبات الدولية- محققاً الفوز مرة أخرى عليه.
تنقل فيشر بعد مباراته في يوغسلافيا بين عدد من الدول وذلك للهروب من
القرار الأمريكي الذي صدر باعتقاله بسبب لعبه في دولة معاقبة دولياً.
وقد لاحقته السلطات اليابانية أثناء وجوده في طوكيو غير أنها ما لبثت أن
أطلقت سراحه بعد تدخل العديد من الأطراف، واشترطت أن يكون له جنسية، فقامت
بعد ذلك أيسلندا بمنح جنسيتها لفيشر والذي طلب حق اللجوء السياسي لها في
عام 2005م وأقام فيها حتى وفاته.
فيشر مثيراً للجدل
عرف فيشر بآرائه الحادة المثيرة للجدل وانتقاده الدائم للولايات المتحدة
وسياساتها، وكانت البداية عام 1965، حينما قدم انتقادات قوية لسياسة
الولايات المتحدة الأمريكية معلناً سخطه على الأوضاع ورافضاً الاشتراك في
تصفيات بطولة العالم.
ولم يدع فيشر أي مناسبة إلا وهاجم بها أمريكا وبعد أحداث الحادي عشر من
سبتمبر التي تعرضت لها قدم أراء تؤيد الهجوم الذي حدث، وفي احد اللقاءات
أعلن تمنيه أن تزول الولايات المتحدة عن الخارطة، كما كانت له العديد من
الآراء المنتقدة لليهود.
وقد قام عدد من الكتاب اليهود بانتقاده ومهاجمته متهمين إياه بمعاداة السامية، وجاء رد فيشر " لا أعادي السامية فأنا لا أكره العرب".
وفاته
توفى فيشر في 18 يناير 2008 في ريكيافيك العاصمة الإيسلندية عن عمر يناهز الرابعة والستين عاماً.
تعليقات
إرسال تعليق