تختلف طباعها عن طباعه وتفكيرها عن تفكيره فهل يطلقها ؟
(0)
تختلف طباعها عن طباعه وتفكيرها عن تفكيره فهل يطلقها ؟
هل من اول مشكلة نقول الطلاق هو الحل
فلنستمع الى صوت العقل
أولاً:
لا
يمكن تخيل حياة زوجية دون مشكلات فيها ، وهذه أشرف بيوت على وجه الأرض وهي
بيوت الأنبياء انظر كم فيها من اختلاف ، فإن شئت ذكَّرناك ببيت أبينا
إبراهيم عليه السلام وخلافه مع والده ، أو بيت نوح وخلافه فيه مع زوجته
وابنه ، أو بيت لوط عليه السلام وخلافه فيه مع زوجته . وإن شئتَ ذكَّرنا
ببيت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكم حصلت فيه من مشكلات حتى وصل
الحال بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يهجر نساءه شهراً كاملاً ، ويعتزل
في المَسجد ! . لا تخلو بيوت المسلمين من هذه المشكلات ، وهي تقل بحسب
رجحان عقل الزوج ، وقوة شخصيته ، وحكمته في معالجة الأمور ، وتكثر بحسب
تهور الزوج ، وشدته ، وغلظته . ولا يوجد زوجة تطابق ما في مخيلة زوجها
من صفات الكمال البشرية ، بل لا بدَّ من النقص والقصور ، وعلى الزوج تحمل
ذلك إن أراد أن تستقيم حياته ، ولن يكون استمتاع بينه وبينها إلا على عوَج ،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . ثانياً: قبل أن تقرر الطلاق : نرجو منك التأمل سريعاً في هذه النقاط : 1.
قد تكون أنت السبب في أخطاء زوجتك ، إما بسوء خلقك في تعاملك معها ، أو
بمعاصٍ ترتكبها ، ويكون ما يصدر منها عقوبة لك عليها ، فقف على السبب ،
وأصلح حالك مع ربك تعالى بالطاعة وترك المعصية ، ومع زوجتك بتوفير سبل
الهداية من الصحبة الصالحة ، وسماع المحاضرات النافعة ، وبتعليمها حقوق
الزوج عليها ، وسترى أثر ذلك قريباً إن شاء الله .ولتعلم ـ
أيها الأخ الكريم ـ أنه إذا كان الذي ينفرك من امرأتك قلة عقلها ، وضعف
تفكيرها ، فاعلم ـ يا عبد الله ـ أن النساء كلهن كذلك : ناقصات العقل ؛
وربما كان ذلك ممدحة لهن في كثير من الأحوال ، وكم رأينا وسمعنا من يشتكي
من امرأته المتعبة المجادلة في كل صغير وكبير ، والتي تضع رأسها برأس زوجها
في البيت ؛ أفتريد رجلا آخر يا عبد الله ؟! 2. في كثيرٍ من
الأحيان يَصبر الزوج العاقل على تصرفات زوجته الحمقاء من أجل أولاده ، فهو
لا يريد لهم التشتت والضياع ، ويريد لهم التوفيق والرشاد ، وهذا لا يكون –
البتة – في الطلاق ، فيصبر على زوجته رجاء أن يكون بقاؤه في بيت الزوجية
سبب إصلاح لأولئك الأولاد . 3. وقبل أن تطلِّق عليك التفكير في آثار هذا الطلاق ، ومن تلك الآثار : أ. قلة أو انعدام فرص تزوج امرأتك من آخر ، بسبب أنها مُطلقة ، وأنها ذات أولاد ، ولا يخفاك ما يمكن أن يترتب على هذا الأمر . ب.
تشتت الأولاد ، وضياعهم ، فطاقتهم البدنية ستضيع في التنقل بيت بين أمهم
وبيت أبيهم ، وطاقتهم الذهنية ستضيع في التفكير في حال والديهم ، وطاقتهم
العاطفية ستجف أو تخف بسبب فقدانهم لحنان الأم المحلى بقوة شخصية الأب . وأحسن
في جعل هذا الأمر مما يثنيك عن الطلاق ، والحقيقة أنهم سبب مهم ، وأن وجود
مثل هؤلاء الأولاد في المجتمعات إنما هو نذير شرٍّ ، فلا تهدم بناءك ،
وتشتت أولادك بأمرٍ يمكنك المبادرة بإصلاحه دون هدمه . إننا نوافقك كل
الموافقة على أن التفكير في مصير أولادك ، ومسئوليتك عنهم أمام الله عز وجل
، بل ومصير هذه الزوجة اليتيمة ، أم أولادك ، جدير بأن يردك عن التفكير في الطلاق . ثالثاً: ما
ذكرناه لك من الصَبر عليها من أجل إصلاح حاَلها ، أو من أجل أولادك : لا
يجيز لك إساءة عشرتها ، والوصية لك : إما أن تمسكها بمعروف ، أو تسرحها
بإحسان . ولتتذكر ـ أخيرا ـ وصية نبيك الكريم ، صلى الله عليه وسلم ، وأدبه لك : عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً ؛ إِنْ كَرِهَ مِنْهَا
خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) رواه مسلم (1469) . قال النووي رحمه
الله : ( أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضهَا , لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ
فِيهَا خُلُقًا يُكْرَه ، وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا، بِأَنْ تَكُون
شَرِسَة الْخُلُق لَكِنَّهَا دَيِّنَة أَوْ جَمِيلَة أَوْ عَفِيفَة أَوْ
رَفِيقَة بِهِ أَوْ نَحْو ذَلِكَ ).
تعليقات
إرسال تعليق