السفارة الاردنية وسر الشباك رقم ٢
شاءت الاقدار ان اراجع سفارتنا في الرياض لتجديد جواز السفر ولأول مره ادخلها منذ فترة اغترابي ما يناهز ١٤ عاما وغمرني شعور عظيم وحنين لا يوصف عندما شاهدت علم الوطن تتلاعب به رياح الشوق على ذلك المبنى
ازدحام لا يوصف ومرافق صحيه متهالكة وطوابير لا يتم تطبيق رقم الدور الذي يصرف لك اثناء دخولك ولكنه مجرد ورقه لا ضروره لها وتبحث عن مياه للشرب فلا تجد سوى برادة مياه واحده تخدم الجميع وان حالفك الحظ تجد القاروره بانتظارك
اضف الى ذلك الحديقه المهجوره داخل اسوار السفاره وتناثر بعض قطع الكنب وكأنها بقايا الحمله الصليبيه
غلبني الاحباط من مشاهدة كل تلك الظواهر وشعرت باليأس والاحباط
ولكن احباطي تلاشى عندما وصلت للشباك رقم ٢ ان لم تخني الذاكره شاب تعلو وجنتيه ابتسامه عريضه صافيه نابعة من قلب يحمل في نبضاته عشق كل ما هو اردني يعمل بسمفونية راقيه متناغمه مع وطنية لو وجدت في بعض من يمتطون كراسي السلطه لكنا مثلاً في الانجاز والتفوق
رغم الازدحام وامواج المراجعين الاً انه سباح ماهر يصل بالجميع شاطىء السعاده والأمان
انتهت الساعه الثانيه ولم يتبقى احد من المراجعين من يحتاج مراجعة الشبابيك اما لانهاء معامله او لدفع رسمومها
واذا به وكأنه الفراشه ( رغم متانة بنيته ) ينتقل لموقع اخر ذهاباً وايابا يستمع لهذا ويساعد هذا يجيب على كل تساؤلات الاشخاص وكانه يقطف زهره او يرسم لوحه ويوزع الجوازات للمراجعين
تجاوزت الساعه٣ عصرا وانتهيت باستلام جواز سفري المجدد وكنت اتمنى ان تطول فترة انتظاري لانني شعرت في اداء هذا الشخص بان الانتماء للوطن ما كان يوماً بمنصب او كرسي
كنت لا اعرف اسمه سألت عنه فعرفت بان اسمه
دريد فلم اسأل عن اسم عشيرته لاني على يقين بانها الاردن
دريد الاردني اشعرتني بان الوطن بخير ما دام ينجب امثالك وانك تؤدي دوراً مفيداً مشكوراً يفوق ما يقدمه بعض اصحاب المناصب ذوي ربطات العنق الرمادية!!!
اتمنى بان يأخذوا عينات من دمك المشحون بالوطنيه وحب الناس مصلاً ويحقنوا به كل من تراخى وتقاعس عن اداء واجبه لعل وعسى تنتفض رغباتهم وحرارتهم لخدمة الشعب الذي يئن من برودة ضمائرهم
لك الشكر والتقدير والعرفان وجزاك الله كل خير
تعليقات
إرسال تعليق